تعريف زكاة الفطر

زكاة الفطر هي الزكاة المرتبطة بانتهاء شهر رمضان، وقد فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي السنة التي فُرض فيها الصيام. وتختلف عن الزكوات الأخرى في كونها واجبة على الأشخاص وليس على الأموال، ولذلك لا يُشترط فيها النصاب أو مرور الحول كما هو الحال في زكاة المال.

المقاصد الشرعية لزكاة الفطر

التزكية والتطهير

تسهم زكاة الفطر في تطهير نفس المسلم من الشح والبخل، كما تساهم في تقليل حب التملك والحرص على المال. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المفهوم في قوله تعالى ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾ [التوبة: 103].

الجبر والتكميل

زكاة الفطر تعمل على تعويض النقص الذي قد يقع فيه الصائم من لغو أو رفث أثناء الصيام، فتكون كوسيلة لإتمام الأجر، وهو ما شبهه بعض العلماء بسجدتي السهو للصلاة.

التكافل والإغناء

تحقق زكاة الفطر مبدأ التكافل الاجتماعي، حيث يساهم الأغنياء في سد احتياجات الفقراء، مما يعزز روح التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع.

الشكر والبذل

يُعبر المسلم عن شكره لله على نعمة الصيام وإتمام العبادة من خلال دفع زكاة الفطر، مما يعزز لديه قيمة العطاء والإحسان.

إدخال الفرحة على الفقراء

من أهم مقاصد زكاة الفطر أنها تضمن أن يفرح جميع المسلمين بعيد الفطر، فلا يُحرم الفقير من مظاهر البهجة في هذا اليوم المبارك.

حكمها ومن تجب عليه

زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين” (البخاري).

تجب زكاة الفطر على كل شخص لديه ما يزيد عن حاجته الأساسية يوم العيد وليله.

تُدفع عن الصغير والكبير، الذكر والأنثى، ولا تجب عن الجنين إلا إذا وُلد قبل فجر يوم العيد.

يُلزم المسلم بإخراجها عن نفسه وعن من تلزمه نفقتهم، مثل الزوجة والأبناء.

لا تُخرج عن الزوجة غير المسلمة عند جمهور الفقهاء، لكن بعض العلماء أجازوا دفعها عنها تحقيقًا لمقاصد الزكاة.

مقدار زكاة الفطر

قدّر النبي ﷺ مقدار زكاة الفطر بصاع من تمر أو شعير، وهو ما يعادل تقريبًا 2.5 إلى 3 كيلوغرامات من الطعام. ويمكن إخراجها من غالب قوت البلد، سواء كان أرزًا أو قمحًا أو غيره، بما يتناسب مع احتياجات الفقراء.

حكم إخراجها نقدًا

اختلف الفقهاء حول جواز دفع زكاة الفطر نقدًا، فبينما رأى جمهور الفقهاء وجوب إخراجها طعامًا ، أيد بعض العلماء جواز إخراجها نقدا ، وهو الأرجح للناس اليوم خاصة المسلمين في الغرب، لكونه الأيسر عليهم، والأنفع للفقير، والأسرع في نقلها لأهلها خارج أوروبا، وإلى جواز دفع القيمة ذهب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المذاهب، حكاه التابعي أبو إسحاق السبيعي عمن أدركهم، وفيهم علي بن أبي طالب والبراء بن عازب وغيرهما، كما أنه قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح والخليفة عمر بن عبدالعزيز، ومذهب أبي حنيفة وسفيان الثوري والبخاري، وعلى ذلك أدلة كثيرة، وهو ما رجحه المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في قراره 23/4.

وقت إخراج زكاة الفطر

يجوز إخراجها من أول رمضان عند الشافعية، ومن أول العام عند أبي حنيفة، ومن نصف الشهر عند بعض الحنابلة، وقبل العيد بيومين أو ثلاثة أيام عند المالكية.

الأنسب في العصر الحالي إخراجها مبكرًا، حتى يتسنى توزيعها قبل العيد، مما يسمح للفقراء بشراء احتياجاتهم مسبقًا.

التوكيل في إخراج زكاة الفطر

يجوز للمسلم توكيل شخص أو مؤسسة لإخراج زكاة الفطر عنه، سواء في بلده أو في بلد آخر، بشرط أن تصل إلى مستحقيها قبل العيد.

نقل زكاة الفطر خارج بلد المزكي

الأصل أن تُوزع زكاة الفطر داخل البلد الذي أُخرجت فيه، كما ورد في حديث النبي ﷺ: “تؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم”. لكن يجوز نقلها إلى بلد آخر إذا كان هناك فقراء أشد حاجة أو كان المُزكي لديه أقارب محتاجون في بلد آخر.

لمن تُعطى زكاة الفطر؟

يرى بعض الفقهاء وجوب توزيعها على مصارف الزكاة الثمانية، بينما يرى الجمهور أنها تُعطى للفقراء والمساكين فقط الأرجح أنها تُخصص للفقراء، تحقيقًا لمقصد إدخال الفرحة عليهم يوم العيد.

هناك خلاف حول جواز إعطائها لغير المسلمين، وقد أيد بعض العلماء جواز ذلك، خاصة في المجتمعات الغربية، لإظهار روح التسامح الإسلامي.

خلاصة

زكاة الفطر عبادة مالية ذات أبعاد روحية واجتماعية، تهدف إلى تحقيق التكافل والتراحم بين المسلمين، وتساهم في سد حاجات الفقراء في يوم العيد. تختلف أحكامها في تفاصيلها بين المذاهب، لكن المقصد الأساسي منها هو تطهير الصائم وإسعاد الفقراء، مما يجعلها من الشعائر المهمة في الإسلام.

وقيمة زكاة الفطر لهذا العام 150 كرون على الشخص الواحد. يمكن تسديدها عبر الحساب البنكي للمسجد، او تضع في صندوق مسجد تشرني موست المخصص لزكاة الفطر

175834904/0300